السبت، 23 فبراير 2008

كلمات منتخبة من الباب الثالث عشر لكتاب أهوال القبور


الباب الثالث عشر في ذكر كلمات منتخبه من كلام السلف الصالح في الإتعاظ بالقبور وما ورد عنهم من ذلك من منظور ومنثور قال الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير : كان أبو بكر الصديق يقول في خطبته : أين الوضاءة الحسنة وجوههم المعجبون بشبابهم الذين كانوا لا يعطون الغلبة في مواطن الحرب أين الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان قد تضعضع بهم وصاروا في ظلمات القبور الوحا الوحا النجا النجا وروى ابن أبي الدنيا عن الحسن أنه مر به شاب وعليه بردة له حسنة فقال : ابن آدم معجب بشبابه معجب بجماله كأن القبر قد وارى بدنك وكأنك لاقيت عملك ويحك ذا وقلبك فإن حاجة الله إلى عبادة صلاح قلوبهم وعن عبد الله بن العيزار قال : لابن آدم بيتان : بيت على ظهر الأرض وبيت في بطن الأرض فعمد للذي على ظهر الأرض فزخرفه وزينه وجعل فيه أبوابا للشمال : وأبوابا للجنوب وصنع فيه ما يصلحه لشتائه وصيفه ثم عمد إلى الذي في بطن الأرض فأخربه فأتى عليه آت فقال : أرأيت هذا الذي أراك قد أصلحته كم تقيم فيه ؟ قال : لا أدري قال : فالذي قد أخربته كم تقيم فيه ؟ قال : فيه مقامي قال : تقر بهذا على نفسك وأنت رجل يعقل ؟ ! وعن الحسن قال : يومان وليلتان لم تسمع الخلائق بمثلهن قط : ليلة تبيت مع أهل القبور ولم تبت ليلة قبله وليلة صبيحتها يوم القيامة ويوم يأتيك البشير من الله تعالى إما بالجنة أو النار ويوم تعطى كتابك إما بيمنك وإما بشمالك
قال : وحدثنا أحمد بن محمد الأزدي ثنا خالد بن أحمد بن أسد قال : أخذت بيدي علي بن جبلة يوما فأتينا أبا العتاهية فوجدناه في الحرم فانتظرناه فلم يلبث أن جاء فدخل عليه إبراهيم بن مقاتل بن سهل : - وكان جميلا فتأمله أبو العتاهية وقال متمثلا ( يا حسان الوجوه سوف تموتون ... وتبلى الوجوه تحت التراب ) فأقبل علي بن جبله فقال : ( اكتب يا مربي شبابه للتراب ... سوف يأكل البلى بعض الثياب ) ( يا ذوي الوجوه الحسان المصونات ... وأجسامها الغضاض الرطاب ) ( أكثروا من نعيمها أو أقلوا ... سوف تهدونها لعفر التراب ) ( قد نعتك الأيام نعياً صحيحا ... تفارق الإخوان والأصحاب

هادم اللذات


قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : أتاني جبريل فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس .
السلسلة الصحيحة للألباني ج2 ص483 (حسن) .
عن ابن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( المؤمن يموت بعرق الجبين) .
سنن ابن ماجة ج1 ص467 , قال الألباني : (صحيح) .
وقال الحافظ العراقي اختلف في معنى هذا الحديث فقيل إن عرق الجبين لما يعالج من شدة الموت وقيل من الحياء وذلك لأن المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحياء من الله تعالى فعرق لذلك جبينه . من تحفة الأحوذي للمباركفوري ج4 ص49
عن عائشة قالت : قيل يا رسول الله ماتت فلانة واستراحت ! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : إنما يستريح من غفر له .السلسلة الصحيحة للألباني (صحيح لكثرة طرقه) ج4ص286
عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت قال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه وعقوبته كره لقاء الله فكره الله لقاءه . ذكره مسلم بن الحجاج . وقال البخاري في هذا الحديث ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله فكره الله لقاءه . العاقبة في ذكر الموت للأشبيلي ص 32
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى : المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وانا أنزع نفسه من بين جنبيه .
مسند الحارث – زوائد الهيثمي ج1 ص361
عن الأوزاعي قال : قال عمر بن عبد العزيز ما أحب أن يهون علي سكرات الموت لأنه آخر ما يؤجر عليه المؤمن و يكفر به عنه . شعب الأيمان للبيهقي ج7 ص255
ولما ثقل عمر بن عبدالعزيز دعي له طبيب فلما نظر إليه قال أرى الرجل قد سقي السم ولا آمن عليه الموت فرفع عمر بصره فقال ولا يأمن الموت على من لم يسق السم قال الطبيب هل أحسست بذلك يا أمير المؤمنين قال نعم قد عرفت حين وقع في بطني قال فتعالج يا أمير المؤمنين فإني أخاف أن تذهب نفسك فقال ربي خير مذهوب إليه والله لو علمت أن شفائي عند شحمة أذني ما رفعت يدي إلى أذني فتناولته اللهم خر لعمر في لقائك فلم يلبث إلا أياما حتى مات .
الثبات عند الممات لابن الجوزي ص 150
قال أبو الدرداء أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وضاحك بملء فيه ولا يدري أرضى الله أم أسخطه وأبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه وهول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين يدي الله عز وجل يوم تبدو السريرة علانية ثم لا أدري إلى الجنة أم إلى النار // أخرجه أبو نعيم . الزهد لأبن المبارك ص 85
وقال كعب الأحبار من ذكر الموت هانت عليه المصائب . العاقبة في ذكر الموت ص 41
وقال الحسن البصري رحمه الله يا عجبا لقوم أمروا بالزاد ونودي فيهم بالرحيل وحشر أولهم على آخرهم وهم مع ذلك قعود يلعبون . العاقبة
في ذكر الموت ص 88
وقال عيسى بن مريم عليه السلام عجبت لثلاثة لغافل وليس بمغفول عنه ومؤمل دنيا والموت يطلبه وبان قصرا والقبر مسكنه . العاقبة في ذكر الموت ص 91
وكان علي رضي الله عنه يحرض على القتال ويقول إن لم تقتلوا تموتوا والذي نفس محمد بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش . العاقبة في ذكر الموت ص 112
وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول لوددت أني رأيت رجلا لبيبا حازما قد نزل به الموت فيخبرني عن الموت فلما نزل به الموت قيل له يا أبا عبد الله قد كنت تقول في حياتك وددت أني رأيت رجلا لبيبا حازما قد نزل به الموت يخبرني عن الموت وأنت ذلك الرجل اللبيب الحازم وقد نزل بك الموت فأخبرنا عنه فقال أجد كأن السموات أطبقت على الأرض وأنا بينهما وكأن نفسي يخرج من ثقب إبره وكأن غصن شوك يجر من هامتي إلى قدمي . العاقبة في ذكر الموت ص114
عن معاذ قال لما حضره الموت قال انظروا أصبحنا قال فأتي فقيل لم نصبح حتى أتي في بعض ذلك فقيل له قد أصبحت فقال أعوذ بالله من ليلة صباحها النار مرحبا بالموت مرحبا زائر مغب حبيب جاء على فاقة اللهم إني قد كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك إنك لتعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر . صفة الصفوة لابن الجوزي ج1 ص501